وعن رسول الله : «رحم الله عبداً استحيى من ربّه حقّ الحياء : فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر القبر والبلى، وذكر أنّ له في الآخرة معاداً»[6].
وعن مصباح الشريعة عن الصادق : «والحياء خمسة أنواع : حياء ذنب، وحياء تقصير، وحياء كرامة، وحياء حبّ، وحياء هيبة. ولكلُّ واحد من ذلك أهل، ولأهله مرتبة على حدة»[7].
وقد ورد في بعض الأحاديث ما يشهد لكون أوّل شرّ في العبد انتزاع الحياء منه. فعن رسول الله : «أوّل ما ينزع الله من العبد الحياء، فيصير ماقتاً ممقّتاً، ثُمّ ينزع منه الأمانة، ثُمّ ينزع منه الرحمة، ثُمّ يخلع دين الإسلام عن عنقه، فيصير شيطاناً لعيناً»[8].
وإلى جانب الحياء الممدوح يوجد لدينا حياء مذموم : فالحياء الممدوح هو : الاستحياء من الأمر القبيح، والحياء المذموم هو : الاستحياء من الأمر الحسن كمن
[1] و [2] تفسير «نمونه» 27 / 168.
[3] البحار 71 / 329.
[4] و [5] المصدر السابق : ص 331.
[6] و [7] المصدر السابق : ص 336.
[8] المصدر السابق : ص 335.