وقد ورد في سفينة البحار: «حكي أنّ مسيلمة الكذّاب اشترك في قتله وحشي وأبو دجانة، فكان وحشي يقول: قتلت خير الناس وشرّ الناس حمزة ومسيلمة...» ومنه الحديث: «حمزة وقاتله في الجنّة»[1].
لمّا كثرت انتصارات الإسلام أراد وحشي أن يسلم، لكنّه كان يخشى عدم قبول إسلامه، فنزلت الآية، فأسلم، وقال له رسول الله : «كيف قتلت عمّي حمزة ؟ فذكر وحشي قِصّة قتله لحمزة ، فبكى رسول الله بكاءً شديداً، وقَبِل توبته، ولكنّه قال له: غيّب وجهك عنّي، فإنّي لا استطيع النظر إليك. فلحق بالشام، فمات في أرض تُسمّى بالخمر.
وورد في تفسير الفخر الرازي: لما أسلم وحشي بناءً على هذه الآية قيل لرسول الله : «هذه له خاصّة أم للمسلمين عامّة؟ فقال: بل للمسلمين عامّة»[3].
وثانيها : ما رواه في تفسير نمونه[4] باختصار عن تفسير أبي الفتوح الرازي ج 9 ص 412 من أنّ شاباً جاء إلى رسول الله باكياً مع شدّة التأ ثّر، وكان يقول: إنّي أخشى من غضب الله، قال له الرسول : هل أشركت؟ قال: لا، قال: هل قتلت أحداً بغير حقّ؟ قال: لا، قال : يغفر الله لك ذنوبك مهما كثرت، قال: إنّ ذنبي أعظم من السماء والأرض والعرش والكرسيّ، فقال له رسول الله : هل أنّ ذنبك أعظم من الله؟! قال: لا، الله أكبر من كلّ شيء، قال له: تب فإنّ الإله العظيم يغفر الذنب العظيم.
[1] سفينة البحار 8/420.
[2] تفسير «نمونه» 19/506.
[3] التفسير الكبير للفخر الرازي 27/4.
[4] تفسير «نمونه» 19 / 507 ـ 508.