responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 58

أنّ العدل حقّ وخير ، والظلم باطل وشرّ ، وأنّ من يعدل في سلوكه جدير بالاحترام والمثوبة ، ومن يظلم ويعتدي جدير بعكس ذلك ، وهذه القيم بحكم الاستقراء والفطرة هي الأساس الذي يوجّه سلوك الإنسان ما لم يكن هناك مايحول دون ذلك من جهل أو ترقّب نفع ، فكلّ إنسان إذا واجه خياراً بين الصدق والكذب في حديثه مثلا أو بين الأمانة والخيانة ، فإنّه يختار الصدق على الكذب ، والأمانة على الخيانة ، ما لم يكن هناك دافع شخصي ومصلحة خاصّة قد تغريه بالانحراف في سلوكه عن تلك القيم .

ويعني ذلك أنّ من لاتوجد لديه حاجةٌ إلى شخص أو مصلحةٌ في خداعه أو خيانته أو ظلمه يسلك معه سلوك الصادق الأمين العادل ، أي سلوكاً مستقيماً ، وهذا بالضبط ماينطبق على الصانع الحكيم سبحانه وتعالى ، فإنّه محيط بتلك القيم التي ندركها بعقلنا الفطري . لأ نّه هو الذي وهبنا هذا العقل ، وهو في نفس الوقت بحكم قدرته الهائلة وسيطرته الشاملة على الكون ليس بحاجة إلى أيّ مساومة أو لفّ ودوران ، ومن هنا نؤمن بأنّ الله سبحانه وتعالى عادل لا يظلم أحداً .

عدل الله تعالى يثبت الجزاء :

إنّ القيم التي آمنّا بها تدعو ـ كما عرفنا ـ إلى العدل والاستقامة والأمانة والصدق والوفاء ونحوها من صفات ، وتشجب الصفات المضادة لها . وهذه القيم لا تدعو إلى تلك الصفات وتشجب هذه الصفات فقط ، بل تطالب بالجزاء المناسب لكلّ منهما ، فإنّ العقل الفطريّ السليم يدرك أنّ الظالم والخائن جدير بالمؤاخذة ، وأنّ العادل الأمين الذي يضحّي في سبيل العدل والأمانة جدير بالمثوبة ، وكل واحد منّا يجد في نفسه دافعاً من تلك القيم إلى مؤاخذة الظالم المنحرف ، وتقدير العادل المستقيم ، ولا يحول دون تنفيذ هذا الدافع عند أحد إلاّ عجزه عن اتخاذ

نام کتاب : الفتاوى الواضحة نویسنده : الحائري، السيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست