حينما نؤمن بالله سبحانه وتعالى خالقاً للكون ومربّياً له ومنظّماً لمسيرته وفق الحكمة والتدبير ينتج عن ذلك طبيعياً أن نتعرّف على صفاته من خلال صنعه وإبداعه ، ونقيّم خصائصه بما تشعّ به مصنوعاته من دلالات ، تماماً كما نقيّم أيّ مهندس على أساس الصفات التي تميّز إنتاجه الهندسي ، ونقيّم المؤلّف على ضوء ما يحويه كتابه من علم ومعرفة ، ونحدّد شخصية المربي عن طريق ما أودع في من ربّاهم من شمائل وخصال .
وبهذا نستطيع أن نأخذ لمحةً عمّا يتّصف به الصانع العظيم من علم وحكمة وحياة وقدرة وبصر وسمع ; لأنّ ما في نظام الكون من دقّة وإبداع يكشف عن العلم والحكمة ، وما في أعماقه من طاقات يدلّل على القدرة والسيطرة ، وما في أشكاله من ألوان الحياة ودرجات الإدراك العقلي والحسّي يدلّ على ما يتمتّع به الصانع من حياة وإدراك ، ووحدة الخطّة والبناء في تصميم هذا الكون والترابط الوثيق بين مختلف جوانبه تشير إلى وحدة الخالق ووحدة الخبرة التي انبثق عنها هذا الكون الكبير .
عدله واستقامته :
كلّنا نؤمن بعقلنا الفطري البديهي بقيم عامّة للسلوك ، وهي القيم التي تؤكّد