( 58 ) وإذا تخيّل وتوهّم أنّ الفريضة التي عليه ليوم مضى ، فنواها معتقداً أ نّها ليوم مضى ، وبعد أن أدّاها وأتى بها بهذا الاعتقاد انكشف أ نّها لليوم الحالي لا للماضي صحّت صلاته ، ولا إعادة عليه . ومثله : ما لو تخيّل أ نّها لليوم الحالي فتبيّن أنها للسابق .
هذه صورة موجزة للعناصر الثلاثة للنية .
أسئلة حول العناصر الثلاثة :
وقد تُطرح عدّة تساؤلات بهذا الصدد :
( 59 ) فأولا : أنّ بعض الصلوات واجبة ، وبعضها مستحبّة ، فهل من الضروريّ للمصلّي حين يصلّي أن يستحضر في نيّته أنّ هذه الصلاة التي يصلّيها واجبة أو مستحبّة ؟
والجواب : أ نّه لا يلزم ذلك ما دام ناوياً امتثال أمر الله .
( 60 ) وثانياً : أنّ الرياء قد يكون في أصل الصلاة وأجزائها الواجبة ، كأن يصلّي رياءً فتبطل صلاته ، وقد يكون في مستحبّاتها وآدابها ، كإنسان يصلّي لله ـ على أيّ حال ـ ولكنّه يحرص على أن يؤدّي صلاته بآداب ومستحبّات إضافية من أجل الرياء ، فهل تبطل صلاته من الأساس لأجل هذا الرياء ؟
والجواب : أنّ المستحبّ : تارةً يتمثّل في فعل معيّن يتميّز عن واجبات الصلاة كالقنوت ، واُخرى يتمثّل في حالة عامّة تتّصف بها الصلاة ، من قبيل كونها