( 12 ) ولا ضير على الإنسان إذا عبد ربّه فاطّلع على ذلك غيره صدفةً ، فشعر العابد بالسرور لاطّلاع الغير على عبادته وطاعته فإنّ شعوره هذا لا كراهة فيه ، ولا ينقص من قدره .
( 13 ) وليس من الرياء أن يتعبّد الإنسان أو يحسن عبادته بدافع ترغيب الآخرين في الطاعة ، ومجاراته أو تقريب دينه ومذهبه إلى قلوبهم ، ولكن على أن يكون الدافع هو ذلك فقط ، لا إعلاء شأنه وتقريب شخصه بوصفه الخاصّ إلى القلوب ، وإلاّ كان رياءً محرّماً .
( 14 ) العُجب : هو أن يشعر الإنسان بالزهو وبالمنّة على الله سبحانه بعبادته ، وأ نّه أدّى لربّه كامل حقّه ، وهذا محرّم شرعاً ، إلاّ أنّ العبادة لا تبطل به ، ولكن يذهب به ثوابها .
وأمّا مجرّد سرور الإنسان بعبادته وطاعته فلا ضير فيه ولا إثم .
( 15 ) إذا كان في العبادة بعض الفوائد الصحية أو الجسدية أو النفسية فأتى المكلّف بها من أجل الله سبحانه وتعالى ومن أجل بعض تلك الفوائد فهل تقع العبادة منه صحيحة ؟ ومثال ذلك : من يتوضّأ بنية القربة ومن أجل التنظيف معاً .
والجواب : أنّ نية القربة إذا كانت كافيةً لدفع المكلّف إلى القيام بتلك العبادة حتّى ولو لم يلتفت إلى تلك الفوائد صحّ عمله ، وإذا لم يكن المكلّف ليتحرّك من أجل الله وحده لولا تلك الفوائد الإضافية فالصلاة باطلة .
( 16 ) الإيمان شرط أساسي في صحة العبادة ، أيّ عبادة ، فلا تقع العبادة من الإنسان صحيحةً إلاّ إذا كان قلبه عامراً بالإيمان .
( 17 ) وليس التلفّظ شرطاً لنية القربة في شيء من العبادات ، فهي شيء في النفس ولا يجب أن يتلفّظ به باللسان .
( 18 ) وعلى العموم يعتبر التستّر بأداء العبادات المستحبّة أفضل من