العرف العامّ وإن لم يصرَّح به في العقد ولكنّ نوع هذه الشروط ـ لمّا كان العرف هو الذي يحدّدها ـ تختلف ، فقد يكون شيء ما شرطاً ضمنياً مع العقد في عصر دون عصر .
وهكذا ينبغي للرسالة العملية أن تأخذ العرف المتطور بعين الاعتبار في تحديد ذلك القسم من الأحكام الذي يرتبط بالعرف .
وقد وجدت محاولات منذ زمن للتطوير والتجديد في الرسائل العملية ، وكان لكلّ محاولة أهمّيتها وقيمتها .
وحينما صدرت تعليقتنا العملية على منهاج الصالحين أحسست إحساساً واضحاً من خلال مراجعات القارئين وأسئلة السائلين ، بما كنت على إيمان به من ضرورة الأخذ بالملاحظتين السابقتين في وضع رسالة عملية تتقيّد بمنهج سليم في العرض من الناحية الفنية ، وتلتزم بلغة مبسّطة حديثة ، وتبدأ في العرض من الصفر ، وتحاول أن تعرض الأحكام من خلال صور حيّة وتطبيقات منتزعة من واقع الحياة ، وتتجه إلى بيان الحكم الشرعي لما يستجدّ من وقائع .
وهذه « الفتاوى الواضحة » تحقيق لذلك بالقدر الذي اتّسع له المجال وأتاحته الفرصة ، ونسأل المولى القدير سبحانه وتعالى أن يتقبّلها بلطفه ، وينفعَ بها إخواننا المؤمنين .
مصادر الفتوى :
ونرى من الضروريّ أن نشير أخيراً بصورة موجزة إلى المصادر التي اعتمدناها بصورة رئيسية في استنباط هذه الفتاوى الواضحة ، وهي ـ كما ذكرنا في مستهلّ الحديث ـ عبارة عن الكتاب الكريم ، والسنّة الشريفة المنقولة عن