ولمّا كان المشروع الإسلامي للحياة هو مشروع أخلاقي يمهّد لنشر فضائل السلوك بعد تصحيح مسارات العقيدة والإيمان نجد أمير المؤمنين عليه السلام يستهل حديثه عن السياسة بالالتزامات الأخلاقية، ومنها احترام الكلمة واحترام الذمّة، واحترام العقد والعهد بين الدولة الإسلامية وبين سائر الدول ..
فهو عليه السلام يؤكّد على قبول الصلح إذا اقترحه العدو ..
ورغم أنّ الدين الإسلامي هو دين الشجاعة والإستقامة من أجل نشر كلمة الحق في العالم، ولكن الإمام عليه السلام يبيّن الحكمة من وراء الاستجابة لنداءات الصلح وفلسفتها، فيقول عليه السلام:
فالصحيح ليس كل صلح، وإنما الصلح في المفهوم الإسلامي ما كان قائماً على أسس معقولة، وما كان ينتهي إلى تحقيق الفائدة لأمة المسلمين .. وفي مقدّمة هذه الأسس المعقولة، وأول مصالح الأمة، أن يكون في الصلح رضا الله سبحانه وتعالى، إذ هو مصدر الخير والبركة.