responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكم الاسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 218

والاهتمام بما يهمهم والعمل على مواساتهم وخدمتهم، لأنهم بشر كما هو الوالي دون أي فرق، لهم حقوقهم كما له حقوقه، وعليهم واجباتهم كما عليه واجباته.

وأمير المؤمنين عليه السلام كان أوّل المبادرين إلى تحقيق هذه التعاليم، إذ كان يكره أن يرى في رعيته- بمن فيهم المحتاجين- الذلّة بادية على وجوههم، حتى أنه عليه السلام كان يطلب في بعض الأحيان أن يكتب المحتاج إلى الرعاية، ولو على الأرض، لكي لا تقع عين المحتاج في عينه هو، لتحاشي احتمال حصول الذلّة من جانب المحتاج. وهذه السيرة طبيعية من أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان لا يضاهى تواضعاً للناس وخشية من الله عزّ اسمه. فهو يحترم الناس، لأنّ الله تعالى أولاهم من كرامته.

كما كان عليه السلام يأمر المؤمنين المتصدّقين مثلًا أن يقدموا الصدقة وأيديهم أسفل من يد الفقير، بمعنى أن يتناول الفقير الصدقة ويده هي العليا، لأنها حق له في يد المتصدّق، ولأنّ الله تعالى في حقيقة الأمر هو الذي يتناول الصدقة فيربيها عنده للمتصدّق .. وهذا المفهوم خير إشارة ودليل على لزوم احترام الفقراء وإكرامه بالسلوك الواعي والطيب، قبل إكرامه بالعطاء والمساعدة و: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى) [1]. فلا تجوز معاملة المحتاجين بالإهانة وجرح الشخصية .. كما ينبغي توفير الأجواء


[1] سورة البقرة، آية 263.

نام کتاب : الحكم الاسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست