أي لا يَنخدع بأقوال المدّعين أو المنكرين مهما كانوا مفوّهين طليقي اللسان فصحاء، لأنّ كلًّا منهم يحاول جاهداً تحييد الحق إلى جانبه، فيما القاضي ينبغي أن يكون على مستوى نفسي وثقافي وإيماني، بحيث يمنع الخصوم من خداعه.
وهوحينما يجلس في دكة القضاء، لابد له من أن يكون قادراً على الفصل بين الحقائق والزخارف اللفظية التي يحاط بها الكلام عادة حين الترافع، ويكون مصداقاً للبصيرة الإلهية القائلة: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)[2].