ربه، ولذلك فان ذكر الله تعالى ليس ان يلهج لسان الانسان بالكلمات، وانما هو التوجه والالتفات بعد النسيان. اما ان يكون قلب الانسان لاهيا وغافلا عندما يتحرك لسانه بالذكر فانه سوف يعبر عن لاشيء. ولذلك جاء في الاحاديث ضرورة ذكر الله عند المعصية، فاذا كنت على سبيل المثال جالسا في مجلس من مجالس البطالين صدفة، وسمعت رجلا يذكر آخر بسوء فان عليك في هذه الحالة ان تذكر الله سبحانه، لان الكلام السوء الذي سمعته هو معصية، وعليك ان تذكر الله عند المعصية، فلابد اما ان تدافع عن ذلك الرجل، واما ان تقوم من مجلسك، وتعترض على هذه الجلسة التي يعصى الله عز وجل فيها.
وبالاضافة الى ذلك فان علينا ان نذكر الله عند الطاعة ايضا، فعندما يأتيك رجل ويدعوك الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، او المساهمة في عمل خيري، فقد ذكر الله تعالى لك، فاذا خفق قلبك، ووجلت نفسك، وجرى الدم في عروقك فانت مؤمن حقا كما يقول عز من قائل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (الانفال/ 2)، اما اذا شعرت بالخمول، والتقاعس، والتكاسل فهذا يعني انك لاتعتبر رضوان الله وحبه غنيمة، بل تعتبرهما خسارة. فالغنيمة عندك ان تذكر عند الناس، لا ان تذكر عند الله. وهكذا ان الايمان الحقيقي لم يتجسد في نفسك بعد.
وقد يتجسد ذكر الله سبحانه وتعالى عند المصيبة، فالمصائب تهون عند ذكر الله، وعلى سبيل المثال فان الامام الحسين (عليه السلام) وفي اصعب