حدث أن ثلاثة من الصحابة وهم كعب بن مالك الشاعر، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميّة الرافقي تخلَّفوا عن الجهاد مع رسول الله في غزوة تبوك، يقول كعب: فلما وافى الرسول- أي عاد إلى المدينة- إستقبلناه نهنيّه بالسلامة، فسلّمنا عليه فلم يرد علينا السلام وأعرض عنا، وسلّمنا على إخواننا فلم يردّوا علينا، فبلغ ذلك أهلونا فقطعوا كلامنا، وكنا نحضر المسجد فلم يسلِّم علينا أحد ولا يكلّمنا، فجئن نساؤنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقلن: قد بلغنا سخطك على أزواجنا، أفنعتزلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعتزلنّهم، ولكن لا يقربونكن .. [1]
وهكذا قاطعهم الجميع إنطلاقاً من واجب النهي عن المنكر حتى شعر المتخلّفون بالضيق الشديد، يقول القرآن الحكيم في وصفهم:
لأنهم وجدوا مقاطعة إجتماعية، ولأن إحساسهم الذاتي بضرورة التوافق الإجتماعي مع الآخرين أرهقهم، فاضظروا للعودة إلى الطريق الإجتماعي وتابوا فتاب الله عليهم.
وهكذا المجتمع الإسلامي اليوم، فحينما ينحرف أحد عن القيم الإسلامية، فإن على الآخرين أن يؤنبوه و يظهروا عدم الرضا عنه، إنطلاقاً من واجب النهي عن المنكر، حتى يدفعوه بالاتجاه الصحيح.
رابعا: العمل وفق السنة
يؤكد الإسلام على ضرورة العمل وفق المسيرة العامة للمجتمع الإسلامي والتي ترسمها سنّة الرسول وأهل بيته، أي الإبتعاد عن