المجتمع عن طريق اعطاء الشرعية للكيان الاجتماعي.

السبب الثاني: امكانية نشر الرسالة.

المجتمع الرسالي مجتمع صدامي .. لانه يحمل رسالة الى العالم، وحينما يحمل مجتمع ما مثل هذه الرسالة فانه سوف يصطدم حتما مع قوى كثيرة في طريق نشرها. والاسلام رسالة عالمية لا تريد ان تحصر نفسها في الجزيرة العربية او في البلاد النامية فقط، وانما هي رسالة لكل انسان. والى هذا يشير قوله تعالى:" وما ارسلناك الا رحمة للعالمين". ومادامت رسالة الاسلام عالمية، لذلك لابد ان يستعد المجتمع الذي يؤمن بها للصدام. ذلك لانه عندما يصطدم هذا المجتمع بالعقبات، فلا بد ان يضحي من اجل ازلة تلك العقبات بالاموال والانفس. وعندما يستعد هذا المجتمع للتضحية فان التضحية ستكون عادة وسنة فطرية لهذا المجتمع، وسيكون هذا المجتمع معطاء، ويعطي من دماء ابنائه بسخاء في سبيل تطبيق الرسالة.

والمجتمع المتماسك من السهل عليه ان يعطي ضحايا من ابنائه لتطبيق قيمه لاعتبارين:

الاول: ان المجتمع يؤمن بالقيم ايمانا شديداً ومن يؤمن بالقيم يضحي من اجلها.

الثاني السبب السيكولجي، ولكي اوضح هذا السبب، لابد ان اضرب مثالا: الانسان الذي يملك ابنا واحدا، فانه من الصعب عليه ان يقدمه شهيدا في سبيل الله لانه لايملك غيره. ولكن لو افترضنا ان رجلا يملك عشرين او ثلاثين ولداً، فسيكون تقديم الشهداء بالنسبة له اكثر قبولا لانه سيفقد قسما من اولاده ويحتفظ بالباقين، وهذه هي طبيعة سيكولوجية.

وهكذا الانسان الذي يعيش داخل مجتمع متماسك، ويحس بشدة الانتماء الاجتماعي، سوف يحس شعوريا ونفسياً بان كل ابناء المجتمع هم ابناؤه واباؤه او اخوانه واخواته. لذلك لا فرق عنده بين ان يعطي من اولاده او اقاربه، ا وان يضحي الاخرون في هذا السبيل بل من السهل عليه ان يضحي بنفسه لانه يحس لفرديته او