الله. وهذه حقيقة بارزة وملموسة في كل التعاليم الاسلامية.

الرسالات تصطدم بالواقع:

كل الرسالات الالهية حينما جاءت اصطدمت بالواقع الذي كان يعيشه اقوام الانبياء. وفي القرآن الحكيم اشارة الى هذه الحالة. فحينما تتحدث آية ما حول الرسالة تأتي الآية التالية لها لتبين حالة الرد والرفض المباشر. مثلا الآية الكريمة التي تقص علينا قصة صدع نبي الله شعيب برسالته:

" والى مدين اخاهم شعيباً قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره"

نرى ان الجواب يأتي مباشرة:

" قالوا ياشعيب اصلوتك تأمرك ان نترك مايعبد آباؤنا او نفعل في أموالنا ما نشاء".

انهم يقولون للرسول، ان الواقع يخالف كلامك، والرسول يعتمد على حجة اخرى ويقول: ان هذا الواقع الذي تعتمدون عليه هو واقع فاسد، وان عملكم مخالف للحق، وهذا المثال يوضّح لنا المحورين الذين يتمحور حولهما افراد المجتمع، وهما محور الحق ومحور الواقع.

ومن هنا نرى ان الصدام ليس قضيةاستثنائية عند الانسان المسلم بل هي القاعدة وان الانسان الذي يتصور ان الصدام قضية خارجية وانه يمكنه ان يكون مسلما دون ان يصطدم مع الواقع الفاسد، فعليه ان يعيد النظر في اسلامه.

وفي سورة الشعراء نجد ان الله عز وجل حين يبدأ حديثه عن الرسالات السماوية، يتحدث عن الذين كذبوا رسلهم:

" كذبت ثمود المرسلين* اذ قال لهم اخوهم صالح الا تتقون" (141- 142/ الشعراء)

فيأتي بذكر التكذيب في البداية، لبيان انهم لم يكونوا يصدقون، وان الصدمة