ماهي حدود الحرية في النظام الاسلامي وخصوصا الحرية في انتخاب القائد الاعلى للامة؟
تعتبر الحرية من اهم مشاكل الانظمة في العالم، وسر هذه المشكلة يكمن في امرين:
الاول:
ان هناك نزعة نحو الطغيان والاعتداء والسيطرة عند الانسان بصفة عامة، وهذه النزعة هي اقوى واعنف وابقى من اي نزعة اخرى. فهي التي اخرجت ابانا ادم وزوجته (عليهما السلام) من الجنة حينما قال ابليس لهما:" هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى" حيث اثار فيهما النزعة.
فوجود هذه النزعة عند الانسان ممن اقوى الاخطار التي تهدد حرية الاخرين، وحرية الفرد انما تتحد بحدود حريات الاخرين. اما اذا طغت الحريات الفردية تعدت حدودها فانها تتحول الى شريعة الغاب.
فالحرية المطلقة للبهائم والسباع في الغابات هي حرية الاعتداء المتبادل، وينتهي الامر الى ان يأكل القوي الضعيف.
ان الحرية في الواقع تتمثل في حفظ حرمة الاخرين، فحريتي تكون حقيقة واقعية حين يحترم الاخرون حقوقي، ويحترمون شخصيتي وكرامتي. لذلك لا يستخدم الاسلام كلمة الحرية الا قليلا وانما يستخدم الجانب الاخر للحرية وهو الحرمة فيقول .. حريم الانسان، حريم البيت، وحرم الله، وحرمة الاعتداء. فالحرية تتبدل في مفهوم الاسلام