الفصل الخامس: فضح الزيف

مثل الآيات القرآنية كمثل الشمس، فالشمس تطلع كل يوم بنهار جديد، لتصنع واقعاً جديداً، والقرآن الكريم يتجسد كل يوم عبر اشخاص يمشون في الارض، في حين ان المنافق تتجسد فيه آية النفاق، اما المؤمن فتتمثل فيه آية الايمان، والاحداث التاريخية المؤيدة لذلك تكرر نفسها من خلال ظواهر إجتماعية أو سياسة راهنة.

واذا كان الامر كذلك، فما هو تفسير تلك الآيات الكريمة التي تسلط الاضواء على المحرفين الذين يحرفون الكتاب، وفي نفس الوقت على الذين وفوا بعهدهم مع الله في عدم كتمان الحقيقة، فالقرآن الكريم يقول: ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمناً قليلًا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة [1].

و قد فسر الله- تعالى- هذه الآية الكريمة بعدة آيات منها: وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ... [2]

ميثاق الله مع العلماء:

فلقد أخذ الله ميثاق النبيين الذين يمثلون ذروة البشر، وقمة الكمال البشري، بأن لا يكتموا حديثاً، ولا يخفوا الحقيقة، وان ينصروا الله- تعالى-، وهذا الميثاق هو ميثاق العلم والمعرفة مع العلماء جميعاً، فعلى العالم ان لا يتخذ نفسه محوراً، وأن لا يتنكر ويحط من قدر غيره من العلماء، وان لا يبخس الآخرين علمهم ومعرفتهم،