ثم من بعد ذلك تأتي الفئة الاخرى التي تمثل (الانصار) الذين
يقول عنهم عز من قائل: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوْا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ) (الحشر/ 9). فما هي طبقة الانصار يا ترى؟
ان في كل بلد انصاراً، ولكل أمة انصاراً، وهؤلاء الانصار لا يدرورون حول محورهم وذواتهم. فمن أهم الصفات التي يبينها القرآن الكريم للانصار بعد الايمان انه يقول عنهم:
فالانصار يؤثرون على انفسهم، ومن المعلوم ان القرآن الكريم لا يمدح احداً لانه يأكل كثيراً، او يبني بيتاً واسعاً، ويتسنم منصباً مرموقاً، بل يمدحه لانه يرثر على نفمه إن كان يعاني من العوز والخصاصة. وهذا هو الفلاح المبين، كما يؤكد على ذلك تعالى في قوله: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر/ 9). فاذا اردت الفلاح فلابد ان تخرج من الذات، ومن هذه النفس الضيقة، وان تنظر الى الحياة برحابتها، وسعة افقها.
ثم يضيف عز شأنه قائلًا: (وَالَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ