responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : على طريق الحضارة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 55

فلمّا كان الله سبحانه وتعالى هو المبدع لخلقة الإنسان ووجوده، يكون من الجدير أيضاً، الاعتقاد بأنه هو الجهة الوحيدة التي لها حق التشريع ورسم الواجبات والأخلاقيات التي من اللازم على البشرية التحلّي بها. وكذلك الأمر بالنسبة لعموم الحركة الاجتماعية والتأريخية، فكانت سنّة الله عزّ وجلّ أن يورث الصالحين الملتزمين بتعاليمه حكم أرضه وشريعته، لأنهم أحرزوا في أنفسهم جميع عوامل البقاء. فالأصلح على هذا الأساس لديه عوامل القوة المعنوية والمادية، في حين أنّ الأقوى لم يكن أقوى إلّا على أساس وحدات القياس المادية. والعقل من طبيعته التصويت إلى من يحرز أفضل نوعية وكمية من صفات البقاء.

ومن هذا المنطلق قال تبارك وتعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَ يُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (البقرة/ 276)، نظراً إلى أن الربا وهو مضاعفة الثروة على أساس الجشع والاستغلال الحرام محكوم بالفناء، بينما الصدقات كان محور انطلاقها من النية الخالصة لله ومساعدة من يستحق المساعدة والعون، فأين هذا من ذاك؟

وربنا العزيز الحكيم قد خلق الناس ليختبرهم أيهم أحسن عملًا، وليس أيهم أكثر عملًا. إذ المناط هو النوع دون الكم بالدرجة الأُولى.

وإلى هذا أشار الله تعالى في قوله إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (الكهف/ 7).

نام کتاب : على طريق الحضارة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست