إن عظمة الإنسان تكمن في مدى تمسّكه بقضيّته، والنهوض بأعبائها، والسير بها نحو تحقيق أهدافها، فإن أنت ركنت إلى زاوية الخنوع، وانتظار من يحمل العبء عنك، فلم تفعل شيئاً من أجل قضيّتك، ولم تتحرّك من أجلها، فعليك أن لا تحسب نفسك شيئاً مذكوراً، وسوف لن تعود لك قيمة تذكر في المجتمع. ولقد صدق الشاعر إذ أنشد قائلًا:
«كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب»
فلنحطّم إذن قيود النفس، ولنسقط غلّ الانتظار من الغير، وعلى الشباب بالخصوص أن لا يغيب عن بالهم أنّ الحركات الكبرى في التأريخ قادها من هم أمثالهم، ذلك لأنهم ومنذ نعومة أظفارهم عاشوا روح الثقة بالنفس، والتوكل على الله، فعزموا، وانطلقوا، وكبروا في التأريخ بانطلاقتهم التي ربّما استغرقت سنين طويلة، ولكنّهم لم يكونوا ييأسون بسبب طول فترة العمل وكثرة المشاق والصعاب والمعاناة فيها، فلقد توكّلوا، وصبروا حتى انتصروا وبلغوا قمم الخالدين في التأريخ.