إننا نعيش التبريرات التي لن تنفعنا في الدنيا والآخرة، حيث يقول تعالى: بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَ لَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (القيامة/ 15 14)، والمعاذير تعني التبريرات التي يخادع المرء بها نفسه ليهرب من واجبه وواقعه، فهو إن سئل عن تقصيره، أجاب بأنه لم يتلقَّ التربية من والديه، أو لم يرشده هذا العالم أو ذاك، أو أن ظروفه الاقتصادية هي التي دفعت به إلى التقصير، حتى ينتهي به المطاف إلى يوم القيامة، فيواجه بالواقع الذي تفصح عنه الآية القرآنية المباركة: هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ (الكهف/ 44) حيث يحكم الله بالعدل وما هو بظلّام للعبيد.