من يمتلك زاد الإيمان والاستقامة يستطيع أن يواجه التحدّيات، ويقف كالجبل الأشمّ أمام كلّ أمواج المواجهة، ولذلك فإنّ آيات سورة المزمّل تشير إلى أنّ قيام الليل، والتزوّد في جوف الليل بالزاد الروحي من خلال الاتصال بالله عزّ وجلّ، يمهدان لتلقّي الوحي، والدعوة، والقدرة على إبلاغهما والإنذار بهما؛ أَوَ ليس الله سبحانه يقول: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلًا المزمل، 6
وهكذا فإذا أراد الواحد منّا أن يستقبل كلام الله، فعليه أن يقرأ القرآن ليلًا عندما تهدأ النفوس، وتسكن الجوارح، وذلك كي يعيش حالة التلقّي، وإعادة الحسابات.
وعندما تريد أن تفكّر وتخطّط، وتتحدّث مع الله سبحانه بالدعاء، أو تريد أن تخطّط للعمل في النهار فإنّ الأفضل أن تفعل ذلك في الليل عندما يخيّم الهدوء والسكون على الكون، لأنّ التفكير والمناقشات ومحاسبة النفس في ذلك الوقت سيكون أقوم وأفضل وأصدق قيلًا.
وعلى هذا فإنّ التلقّي في الليل، والعطاء فيه أفضل، ونحن نمتلك فرصة محدودة من العمر لا يمكننا أن نمدّها مدّاً