الحياة بطبيعتها عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الانتخابات والاختيارات والمسؤوليات المفروضة على الإنسان؛ وذلك منذ إحساسه بالحياة وحتى آخر لحظة يعيش فيها. فالمهم في الأمر أن يأخذ هذا المخلوق المكرّم والمفضّل الإنسان دوره في الانتخاب وتحمل مسؤولية الكرامة والأفضلية على سائر المخلوقات برمتها، ابتداءً من انتخاب أبسط الأمور والأشياء؛ مثل لون ثيابه وتسريحة شعره وطريقة قيامه ومشيه وقعوده، مروراً بقضية انتخاب الزوجة والبيت، وانتهاءً بالانتخابات الكبرى التي يقف على رأسها انتخاب الدين والعقيدة. وعلى أية حال؛ فإن الحياة سلسلة لا تنتهي من الانتخابات.
وقبل الخوض في تفاصيل المسؤولية والانتخاب ينبغي الإجابة عن أسئلة على درجة من الأهمية، وهي:
لماذا يقع على الإنسان بالذات واجب الانتخاب وتحمل المسؤولية من دون سائر المخلوقات والكائنات؟
فمن الواضح أن السماوات والأرض والجبال والبحار ستبقى كما خلقها الله سبحانه وتعالى هي هي حتى يأذن الله لها بالموت والانعدام دون تغير أو تبدّل، وكذا الحال في النبات والحيوان، الذي لعله يمتاز بهامش لا يكاد يذكر من حرّية الانتخاب.