responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 77

وتمضي الرواية تحدثنا عن أن رسالة خرجت- بعد هذه المعاهدة- من بيت الخليفة الثالث إلى عُمَّاله وعليها خاتم الخليفة، يدعوهم فيها إلى نصرته، وقتل رؤساء المعارضين، وأنه أخذ يتأهب للقتال ويُعِدُّ جيشًا عظيمًا من رقيق الخمس. مما أثار شكوك المعارضين، فعادوا إليه، وطالبوه بعزل الولاة فورًا، أو خلع نفسه فلم يفعل. ثم أنكر الرسالة وادَّعى أنها تزوير عليه. ولعل أصابع بني أمية داخل البيت كانت قد زوَّرت الرسالة وغيّمت سحب الشكوك، ووقعت الفتنة [1].

وهكذا جرت الرياح في اتجاه العنف، وقُتِلَ عثمان، وغلب الثوار على المدينة. وَلَخَّصَ الإمام علي عليه السلام الواقعة بعدئذ في كلمتين، حين قال عن مقتله:

«لَوْ أَمَرْتُ بِهِ لَكُنْتُ قَاتِلًا، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ لَكُنْتُ نَاصِرًا.

وأضاف: «وَأَنَا جَامِعٌ لَكُمْ أَمْرَهُ: اسْتَأْثَرَ فَأَسَاءَ الأَثَرَةَ، وَجَزَعْتُمْ فَأَسَأْتُمُ الجَزَعَ، وَللهِ حُكْمٌ وَاقِعٌ فِيْ المُسْتَأْثِرِ وَالجَازِعِ» [2]

. ولعل حكم الله الواقع في المستأثر أن يكبوَ به فرس السلطة ويقتل على فراشه، وحكمه في الجازع أن يكون كمن يجتني الثمرة في غير أوانها فلا يهنأ بها. وهكذا استطاع الحزب الأموي أن يستفيد من مقتل الخليفة أكثر من الثوار. حتى تبرَّأ من مقتل الخليفة مَنْ كان مِنْ أشد المحرِّضين عليه، فهذه أم المؤمنين عائشة كانت تهتف: «اقْتُلُوا نَعْثَلًا فَقَدْ كَفَرَ» [3]. وهذا طلحة والزبير، كانا يواصلان التحريض عليه ويُجرِّدان الجيوش


[1] تاريخ الطبري، ج 5، ص 112.

[2] نهج البلاغة، من كلان له عليه السلام في معنى قتل عثمان. ويقول ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3، ص 27: «سعيد الخدري، أنه سئل عن مقتل عثمان هل شهده أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله فقال نعم شهده ثمانمائة».

[3] بحار الأنوار، ج 32، ص 142.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست