responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 75

وإني قد خلَّفت فيكم شيخًا فاستوصوا به خيرًا وكاتفوه تكونوا أسعد منه بذلك» [1].

وعرف الحاضرون مغزى كلامه، فلقد هدَّدهم بأنه وحزبه سوف ينقلبون على أصحاب النبي صلى الله عليه واله لو لم ينتصروا لعثمان.

وهكذا يقول ابن أبي الحديد المعتزلي:

«من هذا اليوم أنشب معاوية أظفاره في الخلافة لأنه غلب على ظنه قتل عثمان .. إلى قوله: وإن طلبوا الدنيا بالتغالب سلبوا ذلك ورده الله إلى غيرهم وإن الله على البدل لقادر .. وإنما يعني نفسه؛ ولذا تربص بنصرة عثمان لما استنصره» [2]

. لقد أتم الحزب الأموي استعداده للانقلاب على النظام الإسلامي، وإقامة نظام جاهلي جديد، يتخذ من الدين وسيلة جديدة للسيطرة.

وثار الناس من كل مكان، ولا سيما من الكوفة والبصرة، ومصر، ومشى من كل منها ألف مسلح إلى المدينة في محاولة للضغط على الخليفة، وكان هوى أهل الكوفة في الزبير، في حين كان أهل البصرة يميلون إلى طلحة، أما أهل مصر فكانوا شيعة الإمام عليه السلام.

ولم يكن الإمام عليه السلام راضيًا لفعال الخليفة، ولكنه حاول جهده تجنب الفتنة. وكم كان يسعى لإصلاح ما أفسده بنو أمية في الحكم، إلّا أن الخرق كان قد اتَّسع على راقعه.

ولعل الحديث التالي يكفينا شاهدًا على موقف الإمام الإصلاحي، وكيف كان يُجابَهُ بضغوط بني أمية الغالبين على أمر الخليفة. ولعلهم


[1] شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 138.

[2] راجع شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 138- 140.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست