نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 44
وبالرغم من أن الخط الثالث، كان منبوذًا، ولا تزال ذكريات بدر وأُحد حيَّةً في نفوس المسلمين، وبالتالي لم يكن لرموز هذا الخط الجرأة بأن تطرح نفسها سلطةً سياسيةً، إلَّا أن انتشار شبكتها في الجزيرة، وتراكم التجربة القيادية لديها، وامتلاكها لكثير من الرجال الأشداء، والأموال الطائلة، كل ذلك كان يجعلها الغائب الشاهد في كل قرار سياسي للأمة، حيث كانت أكبر قوة ضاغطة من وراء الأحداث.
ويبدو للباحث في التاريخ أن أيَّة قوة سياسية كانت تتحالف مع خط أبي سفيان، كان بإمكانها أخذ أزِمَّة الأمور بيديها. وإن أبا سفيان حاول في البدء التحالف مع الإمام علي عليه السلام فرفضه، فتحالف مع بعض عناصر الخط الثاني الذي كان يعتبر معتدلًا تجاهه، إذا قيس بتصلُّب الإمام علي عليه السلام ومدى شدَّته في ذات الله.
فقد جاء في بعض النصوص التاريخية، أن أبا سفيان مشى إلى الإمام عليه السلام بعد وفاة الرسول، فحثَّه على المطالبة بحقه، ووَعَده بأن يملأها خيلًا ورجالًا. فأبى عليه السلام ذلك بقوّة، وألقى خطابًا هامًّا رغَّب الناس في الآخرة وزهَّدهم في الدنيا، جاء في أوله: