responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 39

من هنا نجد النبي صلى الله عليه واله يسعى حتى آخر لحظة من حياته في هذا السبيل، فقد جاء في رواية البخاري- من كتاب المرض والطب- أنه اجتمع عند رسول الله رجال فيهم: عمر بن الخطاب، فقال لهم النبي صلى الله عليه واله: «هَلُمُّوا أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا».

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُكُمْ كِتَابُ رَبِّكُمْ» [1]

. فاختلف الحاضرون واختصموا فأمرهم النبي بالإنصراف.

وفي بعض روايات البخاري قال بعضهم:

«مَا لَهُ أَهْجَرَ اسْتَفْهِمُوهُ. فذهبوا يرددون عليه فقال: دَعُوْنِي، فَالَّذِي أَنَا فِيْهِ خَيْرٌ مَمَّا تَدْعُوْنِي إِلَيْهِ.

وَأَوْصَاهُمْ بِثَلَاثٍ قَالَ:

أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ .. وَسَكَتَ عَنْ الثَّالِثَة» [2]

. وواضح أن المسلمين لم يكونوا لينسوا وصية نبيِّهم الأخيرة، إلَّا أنها كانت متعلقة بالوضع السياسي بعد النبي مما يستدعي تناسيه رغَبًا أو رَهَبًا.

والواقع أن الخليفة الثاني بَرَّر ذات مرة اتِّهامه للنبي (بأنه قد غلبه الوجع) بأنه لم يكن يرى مصلحة في استخلاف النبي للإمام علي. فقد جاء في شرح ابن أبي الحديد: «روى أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد مسندًا عن ابن عباس قال: دخلت على عمر في أول خلافته وقد ألقى له صاع من تمر على خصفة [3]. فدعاني إلى الاكل، فأكلت


[1] بحار الأنوار، ج 30، ص 535.

[2] صحيح البخاري، ج 5، ص 137.

[3] الخصفة، محركة: الجلة تعمل من الحوض للتمر.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست