responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 18

فأمر النبي عليًّا عليه السلام أن يُهيِّئ طعامًا ويدعو بني هاشم إلى بيته. واجتمعوا إليه يقودهم أبو طالب سيدهم ووالي أمورهم.

فلما طَعِمُوا ورأوا أن قصعة الثريد، التي أكلوا منها لم ينقص منها شيء وعجبوا، وجاء النبي يكلمهم بشأن الدعوة راح عمه أبو لهب، يبعث كلماته الساخرة!!

إن أبا لهب كان من ألدِّ أعداء الإسلام، مع أنه كان من أقرب الناس رحمًا بالنبي صلى الله عليه واله، ولم ينزل في القرآن آية تذكر فردًا من معاصري النبي بالسوء غير ما نزل في حق أبي لهب، وفي سورة كاملة تُبتدأ بقول شديد: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ [1].

وقد كان أول المستهزئين بالرسول، ذلك النهار، حيث قال بين فتيان بني هاشم الذين كانوا زهاء أربعين رجلًا، قال: لشدَّما سحركم صاحبكم، أي: ما أعجبه رجلًا قد سحركم. فتفرق القوم ولم يكلمهم الرسول صلى الله عليه واله.

فلما كان من غد استضافهم علي عليه السلام مرة أخرى فجاؤوا وأكلوا وشربوا، وقبل أن يتكلم أبو لهب، ابتدأهم الرسول قائلًا:

«يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ إِنِّي وَاللهِ مَا أَعْلَمُ شَابًّا فِي الْعَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفْضَلَ مِمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ. إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ أَمَرَنِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَدْعُوَكُمْ إِلَيْهِ، فَأَيُّكُمْ يُؤْمِنُ بِي وَيُؤَازِرُنِي عَلَى أَمْرِي، فَيَكُونَ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَزِيرِي وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي مِنْ بَعْدِي؟».

فأحجم القوم جميعًا، إلًّا عليًّا، وكان ذلك اليوم- كما يصف نفسه-


[1] سورة المسد، الآية: 1.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست