وكان حبه الشديد لربه سبحانه يجعله فوق كل وشيجة مادية، وكل ضغط اجتماعي، وكل مصلحة دنيوية زائلة.
فقد حدثنا عليه السلام بنفسه عن أسباب نصر الله للمسلمين. وجعل أعظمها التعالي عن علاقاتهم النسبية والتمسك بقيم الحق، فقال:
«فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله، وَإِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ بَيْنَ الْآبَاءِ وَالْأَبْنَاءِ وَالْإِخْوَانِ وَالْقَرَابَاتِ، فَمَا نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ وَشِدَّةٍ إِلَّا إِيمَانًا وَمُضِيًّا عَلَى الحَق» [2]
. ويروي التاريخ أن الإمام علي عليه السلام «رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ عَقِيلًا فِي قَيْدٍ فَصَدَّ عَنْهُ فَصَاحَ بِهِ: يَا عَلِيُّ! أَمَا وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتَ مَكَانِي وَلَكِنْ عَمْدًا تَصُدُّ عَنِّي.
فأتى علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله وقال: