responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 138

فَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيِ المَلِكِ الجَبَّارِ، قَدْ أَسْلَمَنِي الْأَحِبَّاءُ، وَرَحِمَنِي أَهْلُ الدُّنْيَا؛ لَكُنْتَ أَشَدَّ رَحْمَةً لِي بَيْنَ يَدَيْ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَة.

فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله» [1].

ولأن إمامنا عليه السلام كان أشد حبًّا لربِّه وأكثر أُنْسًا به وشوقًا إليه، كان يُحِبُّ لقاء ربه، ولا يبالي بالموت. فقد جاء في حديث أنه كان يطوف بين الصفين بصِفِّين في غلالة [2]، فقال الحسن عليه السلام: «مَا هَذَا زِيَّ الحَرْبِ»، فقال:

«يَا بُنَيَّ! إِنَّ أَبَاكَ لَا يُبَالِي وَقَعَ عَلَى المَوْتِ أَوْ وَقَعَ المَوْتُ عَلَيْهِ»

. وحينما علاه أشقى الآخرين بالسيف هتف عاليًا: «فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَة».

وقد كان عليه السلام يتمنى الشهادة، ويكرر هذه الكلمة باستمرار:

«مَا يَنْتَظِرُ أَشْقَاهَا أَنْ يَخْضِبَهَا مِنْ فَوْقِهَا بِدَم»!.

لقد كان يعتبر الشهادة أسمى الطرق إلى الله ولقائه. فإذا وَفَّقَ الله لها عبدًا فتلك نعمة كبرى لا بدّ أن يشكره عليها.

يقول الإمام عليه السلام: «لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ قَوْلَهُ: الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [3]

عَلِمْتُ أَنَّ الْفِتْنَةَ لَا تَنْزِلُ بِنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتِي أَخْبَرَكَ اللهُ بِهَا؟. فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ أُمَّتِي سَيُفْتَنُونَ مِنْ بَعْدِي.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَوَلَيْسَ قَدْ قُلْتَ لِي يَوْمَ أُحُدٍ حَيْثُ اسْتُشْهِدَ


[1] بحار الأنوار، ج 41، ص 13.

[2] الغلالة: ثوب رقيق يلبس تحت الثوب أو تحت الدرع.

[3] سورة العنكبوت، الآية: 1- 2.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست