responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 112

فبرز إليه ابن عمه فألحقه الإمام عليه السلام بصاحبه. ومعاوية واقف على تل يُبصر ويُشاهد، فقال: تبًّا لهذه الرجال وقبحًا. أَمَا فيهم من يقتل هذا مبارزةً أو غيلةً أو في اختلاط الفيلق وثوران النَّقْع.

فقال الوليد بن عقبة:

«ابْرُزْ إليه أنت، فإنَّك أولى الناس بمبارزته. فقال: والله لقد دعاني إلى البراز حتى استحيت من قريش. والله إني لا أبرز إليه» [1]

. وذات مرة قال معاوية لجلسائه وهو يذكر نُكُوْلَه عن مبارزة علي وكشف صاحبه عمرو عن سوأته للفرار عنه: «إن الجبن والفرار من عليٍّ لا عار على أحد فيهما» [2].

هكذا تجلَّى الإمام عليه السلام ببطولاته- التي صنعها في حروب الإسلام الأولى ضد قريش وبني أمية بالذات-، تجلَّى في الوقت الذي كان أميرًا للمؤمنين، والقائد العام للجيش الإسلامي.

وإننا لو اطَّلعنا على ساحة المعركة في صِفّين، ورأينا أصحاب محمد صلى الله عليه واله يلتفُّون حول قائدهم الإمام علي عليه السلام، وقد تراوحت أعمارهم بين الخمسين والتسعين عامًا، وهم الرُّواد الأوائل، وطلائع الرسالة، وحملة راية التوحيد في الأرض، وهم قادة الأمة بلا منازع، لاستبدَّ بنا العجب!. سبحان الله، ما أروع هذا المشهد!. ما الذي جعل هؤلاء الشيوخ يُشكِّلون كتيبة خاصة بهم باسم الكتيبة الخضراء؟ وما الذي جعلهم يرخصون أنفسهم؟ وما الذي أخرجهم إلى الحرب وهم كرام سواء خاضوا حربًا أم استقروا في بيوتهم؟!.


[1] شرح نهج البلاغة، ج 8، ص 94.

[2] شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 317.

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست