responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72

نظرية الانتزاع:

وهي التي ذهب إليها فريق من الفلاسفة الإغريق، وفي طليعتهم أرسطو طاليس [1]، واتَّبعهم فريق من فلاسفة المسلمين. وهي تذهب إلى: أن للذهن البشري نوعين من التصورات:

- تصورات أولية، كتصور اللون والحجم والطعم والرائحة، وما إلى ذلك مما يتصوره الذهن عن طريق الحواس.

- وتصورات ثانوية، وهي التصورات التي يولدها الذهن البشري منتزعًا إياها من التصورات الأولية، وذلك مثل الكليات المجردة، وتصور العلة والمعلول وما أشبه.

وتقول النظرية: إن التصورات الأولية هي الأساس للتصورات الثانوية، وإنه يستحيل على الذهن القيام بأي تصور ثانوي من دون التصورات الأولية.

وبتعبير آخر: الإحساس أساس العلم. وتقول: إن الذهن يقوم بنمو ذاتي متى ما دخل حريمه تصور أولي، فيتمخض عنه تصور ثانوي. ونستطيع تمثيله بالأرض الصالحة التي تُنمِّي أشجارًا كثيرة بعد أن تزرع فيها النواة.

والملاحظ: أن هذه النظرية تتنافى وما سبق أن ذكَّر بها الدين الإسلامي من الحقائق، ونضيف إليها ما يلي:

1- أن الإنسان لا يمكنه الإيمان بالحس دون وجود عقل يحكم بصدق الإحساس. وقد سبق أن أكدنا ذلك بأكثر من بينة. ومن هنا فإن العقل (وهو ما تسميه النظرية بالتصور الثانوي) هو الأساس للإحساس. وقد عكست النظرية فقالت: إن الإحساس هو السبب في وجود العقل. ولست أدري كيف يمكن أن يكون الإحساس بشيء وسيلة إلى الاعتراف بوجود علته، لو لم يكن في النفس نور يكشف عن حقيقة العلة؟.


[1] أرسطو؛ أو أرسطوطاليس؛ أو أرسطاطاليس، (3 ق م- 384 ق م) فيلسوف إغريقي، تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر. كتب في علوم الفيزياء والميتافيزيقا، والشعر، والمسرح، والموسيقى، والمنطق والبلاغة والسياسة والحكومة، والأخلاق، والبيولوجيا، وعلم الحيوان؛ جنباً إلى جنب مع أفلاطون وسقراط (معلم أفلاطون). وأرسطو يعتبر من أهم الشخصيات في تأسيس الفلسفة الغربية. كان أول من إنشأ نظاماً شاملًا للفلسفة الغربية، ويشمل الأخلاق وعلم الجمال والمنطق والعلم والسياسة والميتافيزيقا.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست