responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 71

أما أن العلم صفة ذاتية للإنسان، فهذا ما يرفضه الإسلام، والسبب:

ألف: لو كان العلم صفة الذات لم يجز أن يتخلف في لحظة عن الذات، ذلك أن الذات لا يفقد نفسه إلَّا ساعة انعدامه. أترى، هل يمكن أن يجهل الله سبحانه شيئًا وهو يملك العلم بصفة ذاتية، أم أن النور يمكنه أن يتخلَّف عن الحركة والإشراق وذاته الحركة والإشراق؟ هذا مع أننا نلاحظ: أن الإنسان لا يعلم ثم يعلم ثم ينسى ما علم. قال الله سبحانه، وهو يذكِّر بهذه الحقيقة الواضحة: وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَليمٌ قَديرٌ [1].

ونحن نعلم من أنفسنا صفة الجهل الذاتية، لأن العلم لا يحصل لنا إلَّا بتعب وإرهاق، ثم يزول بسرعة مع هبوب عاصفة النسيان التي تتناوب على أنفسنا فتكنس معها معلوماتنا.

باء: إن ذاتي الشيء لا يحدد .. إن الجهل والعدم والعجز من ذاتنا، ولذلك فهي غير محدودة، لأنها إذا كانت محدودة إذًا لم تكن ذاتية لنا. أما العلم والإرادة والوجود والقوة فهي مواهب أو مكاسب، ولذلك فهي محدودة.

وبتعبير آخر: إن التحديد يعني العدم في بعض الجوانب. فلو حددنا علم رجل ببلده مثلا فذلك يعني أنه لا يعلم عن البلاد الأخرى شيئًا، وإذا كان الرجل ذاته عالمًا فكيف لا يعلم شيئًا عن البلاد الأخرى؟ أفلا يعني ذلك أن هذا الرجل عالم وجاهل في لحظة؟ وهو تناقض مرفوض.

وهل يصح أن نقول: إن ذات الحرارة هي الحركة (أي لا يمكن أن توجد حرارة ولا توجد حركة أو العكس بأن توجد حركة ولا توجد حرارة) ثم نقول: إن الحرارة يمكنها ألَّا توجد في وقت أو في حالة مع وجود الحركة؟!.

إذًا فنظرية أفلاطون الاستذكارية مرفوضة بسبب واحد وهو أنها تدَّعي أن العلم من ذات الإنسان. ولو فسرنا هذه النقطة منها، إذا استطعنا القبول بها فيما يخص العلم، فسرناها بالقول: إن الله سبحانه وهب الإنسان العقل، ولكن هذا العقل محتجب بالنسيان وأن التذكر به يرجعه إليه.


[1] سورة النحل، آية: 70.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست