نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 281
3- القضاء والقدر
1- كلمة القدر (المشتقة من مادة قَدَّرَ، يُقَدِّرُ، تقديرًا) تعني: التحديد والتنظيم والتدبير. فالله قَدَّرَ كل شيء تقديرًا. فالشمس مُقدَّرة، فلا تقترب ولا تبتعد عن الأرض أكثر من المدار المقرر لها، ولا تبعث الضوء خارجًا عن المنطقة المحدودة له، وهكذا القمر مُقدَّر بمداره، ومقدار نوره، وكل شيء مُقدَّر بتحديد وتدبير.
وكلمة القضاء (مشتقة من مادة قضى، يقضي، قضاءً) تعني: إمضاء التدبير.
فبعد أن قَدَّرَ الله الأشياء أجرى هذا التقدير في عالم الكون. فمثلًا يُقدِّر الله ويُحدِّد إعطاء ولد لزيد ثم يقضي بذلك بأن يعطيه الولد فعلًا، فهنا يكون قَدَرٌ وقضاء حيث قَدَّر الله ذلك أولًا ثم قضى ما قَدَّره، وهذا المعنى للقدر والقضاء معترف به دينيًّا وعقليًّا، إلَّا أنه لا يُنافي حرية الإنسان؛ إذ إنه هو في حدود الأقدار المقضية.
وهناك معنى آخر للقدر وهو العلم، فقدر الله يعني: علم الله بالأشياء كيف تقع منذ الأزل. وقد سبق أن علم الله بالأمور لا يؤثر أيضًا في اختيار العبد لها وقدرته على تركها وفعلها جميعًا بنسبة متساوية، وفي الحديث المروي عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: «كَتَبْتُ إِلَى الرِّضَا (ع) أَسْأَلُهُ عَنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ أَمَخْلُوقَةٌ أَمْ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ؟. فَكَتَبَ (ع):
2- أما القضاء والقدر بمعناهما الاصطلاحي فيعني أن كل عمل للعباد مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ الذي ينظر إليه الأنبياء والملائكة والصالحون فيعرفون ما سوف