responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 280

الجواب: إن الطينة (متخذة من لفظ الطين باعتبار أن أول الخلق كان طينًا لازبًا)؛ تعني خلق جوهر النفس. وهذا الجوهر قد يكون صالحًا يرغب في الصالحات، وقد يكون طالحًا فيهوى الخطيئات. الناس بطبعهم الأولي على قسمين: فريق يُحب الخير بذاته، وفريق يهوى الشر بذاته: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبيلًا [1] و: كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [2].

بيد أن هناك شيئًا آخر يُثبته الإسلام غير حبّ النفس وغير هواها، ذلك هو الرأي.

تلك هي القدرة التي تُوهب للإنسان وتجعل الفعل والترك سواء عندها، تلك القدرة التي نُطلق عليها اسم (الإرادة). وهي ليست مخلوقة مع النفس حتى تتأثر بالطينة، بل إنها كالعلم موهبة إلهية. فولد الزنا- مثلًا- يحبّ الشر بذاته ولكن حينما يعمل الشر لا يعمله لأنه يحبه بل لأنه أراد ذلك، بحيث لو أنه كان يريد خلافه- وإن كان صعبًا عليه- كان يستطيع أن يأتي به أيضًا.

مثال ذلك: من تعود على التدخين يحب هذا العمل كثيرًا، ويصعب عليه تركه، ولكن لا يعني هذا أنه مجبور على ذلك. بل بإمكانه التغلُّب على هذه الصعوبة وترك التدخين.

فالطينة والعادة وأكل مال الحرام وما أشبه تحدث حالات نفسية تهوى جانبًا من جانبين، ومن الصعب مخالفته باختيار الجانب الآخر. ولكن بما أن الإرادة ليست من النفس فإنها حاكمة على هذا الحب والهوى وباستطاعة الإنسان بها أن يختار الجانب الآخر.

وبعبارة وجيزة: الطينة تُسبِّب الحب والهوى، وللنفس فوق الحب إرادة تُرجِّح ما تحبّ النفس وقد تُرجِّح ما تكره.


[1] سورة الإسراء، آية: 84.

[2] سورة الروم، آية: 32.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست