responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 198

شبهة المنكرين:

شبهة واحدة تشبَّث بها المنكرون كلما بُعثَ إليهم رسول أو دعوا إلى اتِّباع رسول. شبهة واحدة لا تختلف منذ عهد نوح وإبراهيم (عليه السلامهما) وإلى هذا اليوم إلَّا في المظاهر والأشكال، فما هي تلك الشبهة؟.

قالوا: كيف يمكن أن يتدخل الله سبحانه في أوضاع الأرض. أهو قادر على ذلك؟. كلَّا؛ إذ إنه حين خلق الكون وقدَّر ما فيه من النظم غُلَّت يداه- سبحانه- فلم يعد يؤثر فيه أي تأثير.

تلك هي شبهة واحدة ولكن تُصاغ في قوالب شتى:

1- فمرة يقولون: يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ [1]، كما قالت اليهود.

2- وأخرى يقولون: أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَسُولًا؟ [2]، كما قال الناس لرسلهم.

3- وتارة يقولون: أيعتني الله الكبير، خالق هذه السماوات العظيمة، بهذا البشر الحقير. كما قال بروفيسور ألماني.

4- وأخرى يقولون: إن الله رب كبير لا شأن له بالتشريع، ولهذا فالدين لله والقانون للبشر. كما يقول كاتب عربي ملحد.

ومرد هذه الشبهة إلى أن الله قد صدر منه الخلق صدورًا كما يصدر الماء من النبع دون أن تكون له إرادة ومشيئة في ذلك، ولهذا فهو ليس بقادر على أن يُغيِّر شيئًا مما أوجده.

فالشبهة- إذًا- ناشئة من عدم معرفة الله سبحانه كما ينبغي أن يُعرف.

أما جوابها فيتلخص في كلمة هي:

إن الله القادر الذي رأينا في الكون آثار قدرته البالغة، لا يمكن أن يعجز عن الخلق، ذلك أن الخلق أضعف من الخالق بصورة ذاتية، والأقوى يستطيع أن يؤثر في الأضعف، وإذا ثبتت قدرة الله غير المحدودة، فإن أي اعتراض آخر حول إمكانية الوحي يغتدي تافهًا جدًّا.

وقد سبق الحديث حول ذلك لدى التكلُّم حول الفلسفة الميكانيكية.

ويقصُّ القرآن الحكيم نبأ هذه الشبهة التي كانت تُثار حول الأنبياء (عليهم السلام) ثم يُجيب


[1] سورة المائدة، آية: 64.

[2] سورة الإسراء: 94.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست