من هم عباد الرحمن؟ وما هي شخصية المؤمن؟ و بالتالي ما هو الإيمان الذي يُربِّي عباد الرحمن؟ وهل هو إيمان بالله، ذلك الذي لا يُعطيك سلاحًا ضد العقد النفسية والأهواء والتأثر بالظروف الخارجية؟ وهل هو إيمان بالله ذلك الذي لا يُعطيك البصيرة في الحياة؟.
وعندما يقص علينا القرآن سيرة شعيب (ع)، تراه يجعل الإيمان بالله في مواجهة فساد أخلاقي كان شائعًا في ذلك المجتمع، وهو النقص في المكيال والميزان. يقول ربنا سبحانه: وَ إِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ وَ لا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَ الْميزانَ إِنّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَ إِنّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحيطٍ (84)
وَ يا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَ الْميزانَ بِالْقِسْطِ وَ لا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تَعْثَوْا فِي اْلأَرْضِ مُفْسِدينَ[4].
وهكذا تكون التذكرة بالله، في المنهج القرآني، سبيلًا لإصلاح المجتمع والأخلاق الفاسدة التي فيه.