responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 142

والواقع أن البشر أثبت عمليًّا عجزه عن بلوغ المعرفة الخالصة لله سبحانه دون التنور بهدى الأنبياء (عليهم السلام)؛ إذ إن تاريخ الإيمان بالله يرشدنا إلى أن الإنسان كان يتخبط، حين ابتعد عن منهج الله تعالى، في ظلمات الجهل والغفلة. فالناس كانوا بين من أنكر الله أو أثبته وأنكر صفاته الحسنى، ومن أثبت له صفة العجز والذل- سبحانه- أو بالغ في إلصاق الصفات البشرية حتى زعم أنه مركَّب. ومن يطَّلع على ركام الجهالات البشرية هذه يعرف مدى الحاجة إلى الرجوع إلى الله في تعريفه لنفسه، وذلك في كتابه الكريم الذي تجلَّى فيه لعباده لو أنهم كانوا يبصرون. قال الله تعالى: الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزيزِ الْحَميدِ (1) اللّهِ الَّذي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي اْلأَرْضِ وَ وَيْلٌ لِلْكافِرينَ مِنْ عَذابٍ شَديدٍ [1].

أنواع المعرفة:

وللإنسان في المعرفة أحوال ثلاثة: المعرفة التامة، والجهل التام والمعرفة البسيطة.

1- فقد تعرف مثلًا تفاصيل حدث كائن غدًا.

2- وقد لا تعرف شيئًا من ذلك.

3- وتارة تعرف أن شيئًا ما كائن غدًا، ولكن لا تعرف كيف هو وأنَّى هو؟.

فهذه ثلاثة أحوال في المعرفة بصفة عامة، أما حول الله فليس لنا معرفة الله تفصيلًا ولسنا عاجزين عن معرفته رأسًا، وإن لنا بين ذلك سبيلًا وسطًا وهو أن نعرفه بآياته دون أن نُحيط علما بكنهه وذاته.

وإليك مثالًا نقدمه عن معرفة العلم (تعالى الله عن الأمثال): حينما ترى آيات العلم ترى أنك تحيط ببعض الأشياء علمًا وأنت على يقين بأن علمك هذا شيء غيرك. عند ذلك تصدق بواقع العلم، ولكن كيف عرفت العلم؟. أم كيف أحطت به؟. وبأي وسيلة؟. أبعلم أحطت به، ولا يحيط الشيء بنفسه؟. أم بالجهل عرفت العلم، وكيف يرشدك الجهل إلى العلم؟. وهل يكون الظلام رائد النور؟. لابد لك من أن تُصدِّق بوجود العلم وليس لك أمر فوق ذلك تصدق به، لأنك لا تستطيع أن تُنكره بعد أن رأيت آياته الباهرات، ولا تحيط به لأنك لا تملك وسيلة إلى ذلك.


[1] سورة إبراهيم، آية: 1- 2.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست