ومثاله: لا جبان بمنتصر، وكل مؤمن منتصر، لا مؤمن بجبان، وشروطه:
1- يجب أن تكون إحدى المقدمتين سالبة وإلا لم يستغرق الحد الأوسط في أي واحدة من المقدمتين. وذلك لأنه من جهة لا يفهم من الموجبة استغراق المحمول في الموضوع كما سبق ومن جهة ثانية حيث إن الحد الأوسط محمول في كلتا المقدمتين، فإذا كانت المقدمتان موجبتين لم يستغرق ولا في واحدة وهذا مناف للقاعدة (الثالثة) فلا يصح إذن أن نقول: كل عنصري فاسق، وكل زان فاسق، ونأخذ هذه النتيجة، كل عنصري زان.
2- المقدمة الكبرى لا بد أن تأتي كلية لأنه ما دامت الصغرى سالبة، تأتي النتيجة سالبة، والنتيجة السالبة تعني استغراق الموضوع في المحمول (بطبيعة السلب)، فإذا كانت الكبرى جزئية لم يكن الموضوع فيها (الذي هو المحمول في النتيجة أي الحد الأكبر) مستغرقا فيها وهذا ينافي القاعدة الرابعة.
مثال ذلك لو قلنا: لا جبان بمنتصر/ وبعض المؤمنين منتصرون، لا ينتج لا جبان بمؤمن، لأنه يمكن أن يكون بعض المؤمنين- وهم غير المنتصرين- جبناء، فكيف نقول لا جبان بمؤمن؟
وبسبب هذين الشرطين، لا بد أن نستبعد طائفة من قياسات الشكل الثاني. وهي: (ك ك) و (ك ب) و (ب ك) كلها (طبقا للقاعدة الأولى) ونستبعد (س ك) (طبقا للقاعدة الثانية)، وتبقى لدينا ستة ضروب، إثنتان منهما متداخلتان كما سبق، وتبقى أربع نذكرها مع ذكر الاثنتين بين قوسين