responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 576

أيضا. فالابتعاد عن نهج الله في الحياة، وعدم التفكير الجدي في الطريق السليم للعيش، يتسبب في نهاية الحضارة، نهاية متدرجة أو صاعقة. فإذا انتشر الفساد، سادت الميوعة، وإذا سادت الميوعة، فقدت الأمة التماسك الداخلي، وتفسخت وانتهت، وهذه الحالة هي التي يعبر عنها بعض المؤرخين ب- (حالة الشيخوخة) في الحضارة، حيث يسترسل أفراد الأمة في الإسراف في الملذات الآنية، ناسين أهدافهم في الحياة، ومن ذلك رأى اشبنلجر: (تشابها بين قيام الحضارات، ونموها، ووصولها إلى القوة، ثم انحدارها (في) عملية بيولوجية شبيهة بما يجري على الكائنات الحية في تطور طبيعي عضوي، بالضبط كما قال ابن خلدون [1] .. ولكن اشبنلجر ذهب في تشبيه دور الحضارات، بدون حياة الكائن الحي إلى مدى مسرف في البعد، فإن التطباق بين حياة الأمم- كما قلنا- غير موجود إلا في الظاهر فقط [2].

وقد استطاع توينبي- الذي أخذ من ابن خلدون، ومن ملاحظاته لعشرين حضارة في التاريخ فكرة دور الحضارة- استطاع ان يستعدل نظريته، بما يتناسب ووجدان الإنسان: إنه حر، ومسؤول، عن تصرفاته، فقال: إن من الممكن أن تستمر الحضارة في الاستجابة الابتداعية، ولا تموت بذلك [3].

والواقع إن الكائن الحي، مضطر للتدرج وفق مراحل الحياة، منذ الطفولة إلى الفتوة والشيخوخة، ولكن الأمة لا تتحرك من دون إرادة أبنائها، وتحركهم ووجود فكرة صالحة فيهم.

الظالم الذاتي في القرآن:

وقد ضرب الله لنا مثلا بقوم لوط الذين انتشرت فيهم الميوعة وانهت حياتهم


[1] - المصدر، ص 103.

[2] - المصدر، ص 104.

[3] - المصدر، 106.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست