يلاحظ الباحث في تاريخ الاغريق السياسي والاجتماعي، في الفترة التي ظهرت فيها الفلسفة الأفلاطونية- الإشراقية، والمنطق الأرسطي الشكلي ... يلاحظ أنه كان يتسم بطابع الفوضى السياسية حيث ظهرت جماعات وصولية، كان همها الوحيد بلوغ مصالحها الخاصة واستخدمت لذلك الديمقراطية المحدودة التي كانت تتمتع بها البلاد الاغريقية آنئذ، كما وظفت الفلسفة الرائجة في خدمة أهدافها الرخيصة.
وكانت الجماعة السوفسطائية من أبرز هذه الجماعات.
إسم السوفسطاء يعني العالم. وكانت هذه الجماعة تطلق على نفسها اسم الحكيم ادعاءا للثقافة، وكانت تتخذ أسلوب الجدل الفارغ في سبيل دعم نظرياتها.
ولم تكن تعترف بمقاييس عقلية، لذلك كانت تشكك في كل شيء. وإذا اضطرها الأمر راحت تشكك حتى في وجود الأشياء وتأتي بالأدلة لدعم نظرتها التشكيكية، لذلك سميت كل طائفة مشككة بالسوفسطائية.
ونتج عن ذلك فوضى في الحقل السياسي وارتباك في الحقل الثقافي. مما