responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 514

الماضي وتفسيره، وهو كما قال الأستاذ باراكلوف (Barraclouph) ، المحاولة التي تبذل للكشف عن الأشياء المهمة في الماضي، على أساس من شواهد جزئية ماضية [1].

إن دراسة العلوم الاجتماعية (دراسة الاقتصاد، الاجتماع، التربية، وسائر العلوم البشرية) قد لا يمكن أن تتم بتجارب مصطنعة، أو بملاحظة تجربة الإنسان خلال فترة معينة، إذ إن أثر بعض الظواهر قد لا يتوضح خلال هذه الفترة ثم الإنسان لا يخضع بسهولة للتجربة كما تخضع المادة الطبيعية، ولذلك يحاول الإنسان الاستفادة من التاريخ لدراسة اثر الظواهر على سلوك الإنسان، وأثر سلوك الإنسان على الظواهر.

والتاريخ، بهذا المعنى، جزء مكمل من العلوم البشرية، إذ إن كل علم منها يمكنه أن يغني بحوثه عن طريق دراسة حوادث الماضي. فمثلا، علم الاقتصاد يمكنه أن يستفيد كثيرا من طريقة تعامل الناس في بلد خلال فترة معينة، فلو استطاع الاقتصاديون، تجميع كل الظواهر الاقتصادية التي برزت في أميركا، من يوم استقلالها وحتى اليوم، فإنهم يستطيعون معرفة الكثير الكثير من المبادئ الاقتصادية الهامة، ولكن بالرغم من ان هذا الأمر ممكن بالنسبة إلى التاريخ الحديث، لأنه قريب ومدون ضمن وثائق لا تحصى، فإنه يبدو اليوم شبه مستحيل بالنسبة إلى التاريخ القديم، إذ لم تزل الظواهر التي وقعت في الماضي السحيق، مجهولة، تقريبا، ولا يزال أمامنا طريق طويل للكشف عنها تماما، ولكن بعد ان تكشف- كما يرجوها الإنسان، ويسعى إليها- فإن كثيرا من العلوم والمعارف البشرية، تستفيد استفادة كبيرة.

ان العمل العلمي للمؤرخ اليوم، يتركز في الكشف عن أكبر كمية ممكنة من الحوادث، ومن علاقاتها ببعضها، حتى تتكامل في يوم وتكون تجربة حية


[1] - المصدر السابق.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست