responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 512

فالتاريخ يقوم للإنسان والجماعة البشرية، بوظيفة فعليه، بمعنى أنه يسد حاجة المجتمع إلى معرفة نفسه، ورغبته في أن يفهم علاقته بالماضي، وعلاقته بالمجتمعات الأخرى وثقافتها [1].

والذين يناقضون هذا الرأي، يقولون:

(والحق إن الكثيرين يقرأون التاريخ، ليتعلموا منه وليتعظوا به، ولكنهم لا يتعلمون ولا يتعظون، لأن الإنسان قد يعجب بما يقرأ ويجد فيه متعة، ولكنه لا يتعظ به لأن الموعظة لا دخل لها في التجارب الإنسانية) [2]

. إن هؤلاء يخلطون بين (العلم) بسنن الحياة، وبين (تبصر) الخطوط العريضة لهذه السنن، في سبيل الاعتبار بها، ثم بين الاتعاظ كاملا وبين عدم الاتعاظ رأسا، ولا ريب إن الإنسان ينتفع بدراسة أحوال الآخرين، وان لم يكن نفعا كاملا.

ومعرفة الحدث التاريخي بالضبط، وهي واحدة من عدة أهداف يتوخاها التاريخ، تنفع الإنسان في توفير (العبر) و (البصائر) له، فمن شاء اعتبر واستبصر ومن شاء كفر واستكبر.

العلم بالماضي:

وعندما تتوفر مجموعة من المعارف المرتبطة بالأحداث التاريخية، يتهيأ للمؤرخ، عمل جديد، هو: التعرف على الأسباب الكامنة وراء هذه الأحداث، والعلاقة السببية التي تربط حدثا بآخر، حيث إنه لا يمكن الوصول إلى هذه الغاية من دون تجميع معارف كثيفة، تتكامل مع بعضها، لتصل إلى هذه الغاية. (كما سيأتي الحديث عنه ان شاء الله).

من هنا نعلم أن الغاية الأولى، التي يتوخاها المؤرخ، هي معرفة الحدث بالضبط حيث إن (المرحلة الأولى من عمل المؤرخ تتناول تنظيم الوقائع وكشف


[1] - المصدر، ص 59.

[2] - المصدر، الدكتور حسين مؤنس.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست