responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 510

اليوم لفك ارتباط هذه الموضوعات عن بعضها، وهكذا أصبح التاريخ، اليوم محصورا بدراسة النشاط البشري، في الماضي، (والواقع أنه ليس من تاريخ مضطرا ان يبدأ صفحاته بالحديث عن أصل الكون والوجود أو يعد نقصا فيه أن يغفل طفرات أنواع النبات، والحيوان منذ ظهرت الحياة على هذا الكوكب) [1]. ذلك لأن الوقت قد تغير الآن من يوم كان من دأب المؤرخين السابقين، أن يبدأوا تاريخهم بالحديث عن تاريخ الطبيعة، وكيفية خلق السماوات والأرض.

الهدف من دراسة التاريخ:

هناك هدف سام لعلم التاريخ هو الوصول إلى معرفة الوقائع والأحداث التاريخية، التي وقعت في الماضي معرفة صادقة، والغاية المتوخاة من هذه المعرفة هي:

* الاعتبار بأن نشاط الإنسان محكوم برؤى لا يقدر الفرد على استيضاحها وبلورتها من دون معرفة التاريخ التي تعطيه تيارات ضوئية، تكشف بطريقة أو بأخرى عواقب الأحداث التي يعانيها. وأساسا شخصية الإنسان لا تكونها الأحداث التي يعاصرها، بقدر ما تكونها طريقة رد فعله تلقاء هذه الأحداث، ونوعية رد الفعل محكومة بما يراه الفرد من عمل الآخرين، سواء كان هؤلاء معاصرين له في الزمان، (الأفراد الآخرين، الجماعات الأخرى، والأمم المتحدة) أو كانوا سابقين له في الزمان كما في التاريخ. إن كل فرد من أبناء عالمنا الوسيع، يحمل في شخصيته، تراثا حضاريا كبيرا من تجارب وخبرات وعبر، وتتوارث أجيال الإنسان، هذا التراث الحضاري بطرق شتى: اللغة، التربية، السلوك الاجتماعي، والتاريخ طريق واحد من هذه الطرق.

وهذا بالضبط معنى ما يقال بأن التاريخ عبرة، أي طريقة عبور من المجهول


[1] - مجلة عالم الفكر الكويتية ص 177، المجلد الخامس العدد الأول 1974 م.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست