responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 447

ولم تكن طلائع الفلسفة الحديثة أسعد حظا في فهم السببية العلمية، فمثلا يفسر ديكارت الحركات الإرادية، لدى الإنسان والحيوان، بوجود ما يطلق عليه اسم الأرواح والعقول الحيوانية، التي تنتقل مع الدم إلى مختلف أنحاء الجسم فتؤثر في الأعضاء بالحركة. ويرجع الفضل إلى (بيكون) الذي نصح بالإقلاع عن البحث في الأسباب الفلسفية أو اللاهوتية وحض على معرفة الشروط الطبيعية التي تسبق الظاهرة.

كذلك ساهم هيوم- الفيلسوف الانكليزي- في تطوير معنى السببية وفي التمهيد لنشأة فكرة علمية من السبب [1].

وأعاد هيوم الإنسان إلى درجة التتابع، وكان بداية صعود الإنسان على السلم في صورة واقعية بدل صعوده سابقا بطريقة خيالية.

قال هيوم: إن ما يبدو لنا من وجود علاقة ضرورية بين الحوادث، يمكن تفسيره بأننا نلاحظ تتابع حادثتين في عدة حالات خاصة، فيغلب على ظننا أنه تتابع ضروري، وأن إحداهما توجد الأخرى، مع أن الفكرة الجوهرية في العلاقة السببية ليست هي انتاج إحدى الظواهر لظاهرة أخرى، على نحو ضروري، وإنما هي فكرة التتابع الزمني فقط بمعنى أننا إذا ألفنا ان الظاهرة (ب) تتبع دائما الظاهرة (أ) قلنا إن (أ) هي السبب في وجود (ب) [2]، إلا ان (مل) جاء بعد هيوم ليحد من تطرف هيوم، الذي أنكر العلاقة السببية مرة واحدة، فقال مل: إن الطرق الاستقرائية تؤدي إلى الكشف عن قضايا عامة ضرورية، وهي العلاقات السببية بين الظواهر. وعرَّف السبب بأنه المجموعة الكاملة لجميع الشروط الإيجابية والسلبية وكل أنواع الظروف التي متى تحققت ترتبت عليها النتيجة بصفة مطردة.

وحيث إن مل يعترف بأنه من المستحيل تقريبا أن يهتدي الباحث إلى جميع


[1] - المنطق الحديث ومناهج البحث، ص 228.

[2] - المصدر، ص 228.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست