بامتحان الأجهزة في الأحوال العادية، أو الأوزان بحسب المعايير النموذجية، كإمتحان الترمومتر في درجة حرارة منتظمة، أو البارومتر في مستوى سطح البحر، أو الميزان بوضع ثقلين متساويين، نموذجين في كلتا الكفتين.
ووظيفة هذا الجانب السلبي من تحقيق الفروض، هو إسقاط الفروض الباطلة، وبأية طريقة ممكنة.
الثاني: إثبات صحة فرض، وذلك عن طريق تنويع التجربة عليه فمثلا: إذا كان الفرض هو ان الكائن الحي يبعث بحرارة لا بد من تجربة هذا الفرض في الشتاء والصيف، وفي مختلف أجزاء الكائن الحي، ومختلف أنواعه حتى يتم اثبات الفرض يقينا. هذه روح التجارب، اما وسائلها فهي التالية:
لوائح بيكون ومناهج مل:
هناك لوائح بيكون ومناهج مل، وهما يختلفان في أن مل أقرب إلى الطرق العلمية الحديثة من بيكون، لذلك نفضل الحديث مباشرة عن مناهج مل مع الإشارة العابرة إلى لوائح بيكون في الأثناء.
منهج الاتفاق:
ويدعوه بيكون بقائمة الحضور، ويعني حضور الظاهرة بأي سبب كان، ويدعي بيكون بقنص الظاهرة في الأحوال المتفرقة، وتسجيلها في قائمة واحدة، ليطلع بذلك على المصدر الحقيقي المشترك، بين المواقع المختلفة. والمثل الذي جاء به بيكون هو تسجيله ل- (28) ظاهرة حرارة من مصادر مختلفة، من حرارة الشمس، وحرارة الكائن الحي، وحرارة النار، وحرارة الاحتكاك. و .. و .. ولا بد من تسجيل الظاهرة دون الاعتماد على مجرد المشابهة، أو المعلومات المشوهة، وتتميز هذه المرحلة بتنويع مصادر الظاهرة، وبذلك تتاح لنا فرصة ملاحظة الظاهرة، في أحوال متفرقة جدا. ويسمي مل هذه الطريقة ب- (منهج الاتفاق) ويقول: علينا ان نلاحظ جميع الأحوال المولدة لظاهرة ما، لنعرف فيما إذا كان هنالك، عامل واحد، يظل باستمرار موجودا مع الموارد