responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 401

الاجتماعية، والميل إلى المخاطرة، والتسامح مع الغموض [1]. وهذه هي صفات الثقة بالنفس التي تولد الحدس، وإنه لماذا ترتبط الثقة بالحدس؟

وارتباط الحدس بالمعلومات السابقة، يفسر لنا السبب في أن حدس العالم يختلف عن حدس الجاهل مع أنهما حدس، بالتالي كما يفسر لنا السبب في أن هناك ارتباطا بين الحدس وبين قوة الحواس، فالعبقري عموما يتفوق على الشخص العادي، في ثروته من المعلومات المختزنة. ويصدق هذا على الفنون صدقه على العلوم، فقد برهن آجنيو على أن الذاكرة السمعية، تلعب دورا في غاية الأهمية في الابتكار الموسيقي، وبالمثل برهن ماير على أهمية الذاكرة البصرية في الفن التشكيلي [2].

ثم لأن الحقيقة كالطائر، إذا لم تحبسها فرت، فكثير من الناس تأتيهم الحقائق، ولكنهم، وربما لعدم الثقة بأنفسهم، لا يعتنون بها حتى تذهب.

من هنا، يجب أن يكون الباحث حرا جسورا في اتباع آرائه، وألا يقف أمام بعض المخاوف الصبيانية، كأن يخشى مناقضة أفكاره، للنظريات التي سبق تقريرها. ومن النادر أن تتقدم العلوم، دون وجود نصيب من الجرأة والحرية فيها. وقد تحدثنا من قبل حول الذوق الفطري، وما الحدس إلا نوع منه، كما ذكرنا آنئذ.

ويرتبط الحدس بالابتكار عن طريق الفرض، حيث إن الفرض إبن للحدث وأب للإبتكار، فبدون الفرض لا يمكن- عادة- الوصول إلى تقدم علمي كاف، كما أنه بدون الحدس لا يمكن الوصول إلى فروض مفيدة. ويؤكد هذا الارتباط- بين الابتكار والحدس- أن التفكير الابتكاري يتميز بحدوث ما يسمى: التخمر. (الكمسون، أو الحضانة) وهي مرحلة من النشاط غير الظاهر، توصف


[1] - المصدر، ص 89.

[2] - المصدر، ص 142.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 401
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست