سطح القمر لحبيباتهم كانت ملاحظاتهم أقرب إلى الحقيقة من ملاحظة الفلكيين القدماء الذين كونوا فكرة مسبقة عن القمر. وكثير من العظماء اكتشفوا بالملاحظة العابرة حقائق كبيرة أو لا أقل تنبأوا بتلك الحقائق، عن طريق الملاحظة العابرة. فمثلا: (جاليلو) لاحظ- ذات مرة- أن سقوط الأجسام ليس سواء، وهدته ملاحظته العبارة إلى التجربة التي أدت بالتالي إلى كشف قانونه الشهير في سقوط الأجسام، ويقال إن نيوتن اهتدى إلى التفكير حول الجاذبية من ملاحظة تفاحة سقطت من على شجرة. وهكذا، إن المنهج السليم هو المنهج الذي يفسح أكبر مجال لحرية التفكير [1].
ولكن من الخطأ الفظيع الاكتفاء بالملاحظة العابرة، لأنها الخطوة الأولى فقط في طريق ذات مئة خطوة والملاحظة العابرة أخيرا كالاستقراء الفطري، وكالخيال والحدس تفيدنا في وضع الإطار العام للفرضية وما سبق في الاستقراء الفطري وما سيأتي بإذن الله في الحدس- يلقي ضوءا على دور الملاحظة الفجة في البحث.
الملاحظة العلمية:
يجب أن تتوافر ثلاثة عناصر في الملاحظة العلمية:
1- الهدف المسبق: ففي قصة الخبير الآنفة الذكر رأينا كيف أنه يهدف كشف حقيقة غامضة ومحددة، وهذا العنصر يجعل الملاحظة العلمية، الخطوة الثانية التي تلحق الملاحظة الفجة، إذ إن التأكد من صحتها يتطلب الملاحظة المكررة، لتلك الفكرة، التي استوحاها الفرد من ملاحظته الأولى. وقد يتسبب ذلك في التدخل في سير الطبيعة للكشف عنها.
2- الدقة: ولأن الملاحظة العلمية هادفة، فإنها دقيقة إذ هي تتركز حول