ولقد تجنب العلم الحديث، كثيرا من الأخطاء اللفظية، وذلك، لاعتماده على التجربة، وتعدد المصادر، والدقة في التعبير [1]، والركون إلى المصطلحات الدقيقة نسبيا، وايجاد نظام متكامل للرموز العلمية، والتي في طليعتها بالطبع، المنطق الرمزي.
إلا أن المتشابهات اللفظية، لا تزال تلعب دورا هاما، في انحراف الإنسان. وقد تسبب الأخطاء اللفظية، في رسم سلوك شاذ لفرد أو لمجتمع أو حتى لدولة كبيرة.
وينشأ ذلك من عوامل أهمها اثنان:
1- العامل الطبيعي:
الذي يسميه البعض بعامل (التسوية) ويعني أن بعض الناس يتخذون موقفا معينا تجاه شيء معين لمجرد أنه يتشابه لفظيا، مع شيء آخر. مثلا: يتخذ موقفا من شخص اسمه (باقر) لأن اسم ابنه باقر أو يكره كل رجل اسمه خالد، لأن رجلا اسمه خالد كان قد أساء إليه.
(ولقد سمى الفريد كورز يبكسي، مؤسس علم تطور المعنى العام، مثل هذا النوع من الاستجابة المكهربة:" استجابة التسوية في الهوية").
وقد استعمل كلمة التسوية هذه لمعنى خاص فقد عنى: أن أشخاصا تملكهم، مثل هذا الشكل الثابت، من التجارب، ليسوون (أي يطابقون) بين جميع أنواع الحدوث، لكلمة ما، أو رمز. ويرون فيها شيئا واحدا، لا يتغير،
[1] - لقد أصر بافلوف على أن آراء العالم يجب أن تكون محددة وأن يتم التعبير عنها في سهولة ويسير (العمل والمخ) ص 142.