لكي نحصي عوامل الخطأ لابد أن نذكِّر بأثر (العوامل المادية) في الفكر البشري، لأنها قد تكون من أشدها وأكثرها ضغطا عليه بإتجاه الخطأ.
بيد ان العامل المادي للخطأ لا يكون إلا (دافعا) للخطأ و (داعيا) إليه إذ لا ينتج عند صاحبه الا ما يمكن ان نسميه ب- (حب الفكرة) وحب الفكرة إنما يعني (الميل) النفسي إليها مما يعطي صاحبها دفعا بإتجاهها لأنها تتلاءم مع نفسيته. فهناك مثلا، نفوس جبلت على الثورة والتحدي، ولذلك تندفع هذه النفوس إلى الرفض والتمرد بأدنى مبرر، لأنها (تميل) إليها و (تنسجم) معها بينما نجد نفوسا أخرى (تميل) إلى الخنوع والاستسلام، وتتمتع ببرودة الأعصاب، وثقل الدم، فهؤلاء بعكس أولئك تماما يرفضون كل ثورة دون أن يسألوا أنفسهم لماذا.
ومن الناس من (تميل) نفوسهم إلى التشاؤم، فلا يرون إلا الجوانب السلبية من الحياة، لذلك تراهم ينسجمون مع الأفكار الأكثر تشاؤما، بينما الآخرون (يميلون) إلى التفاؤل وينسجمون مع الأفكار التي تؤيده. وهكذا نرى بعض الناس (يميلون) إلى الإنطواء لإنسجام أنفسهم معه بينما يحب غيرهم الانفتاح وهكذا ...
(ويقول أرنست همنغواي في كتابه (وداعا أيها السلام): إلا أن طبعي