بعد الحشد يأتي مستوى الجماعة، فإنك أكثر تأثرا بالتوجيهات الفكرية التي تتلقاها من جماعتك، التي تنتمي إليها بالقياس إلى جماعات غيرها، ولكنها ليست- دائما- توجيهات مباشرة. إذ قد يكون تأثرك بنوع أفكارهم آتيا من اتخاذك أحدهم قدوة، ولكنها أكثر استقرارا، لأنك قد تبقى لفترة طويلة متأثرا بأفكار الجماعة.
والمجتمع أبطأ تأثيرا من الجماعة والحشد، إلا أنه أبقى أثرا منهما.
وهكذا يتحتم- علينا- ان ندرس المجتمع، ثم الجماعة، ثم المجتمع، لكي ننتقل من ذات التأثير القوي المباشر، إلى ذات التأثير المباشر المتدرج وبعيد المدى .. لأن معرفة العوامل المؤثرة ذات التأثير المباشر أيسر من غيره، لأن التجربة يمكن أن تتحكم في التجمع لسهولة تكوينه، وإمكان مراقبته، ودراسة نتائجه. بينما لا يمكن للتجربة أن تتحكم في المجتمع لإنتشار أفراده، وتنوع المؤثرات فيه، وبطء ظهور نتائجه.
والدافع إلى الدراسة أمران:
- معرفة قوة الشعور بالتوافق الاجتماعي في توجيه الفكر البشري.